رواياتي المفضلة
1 story
ما نحمله معنا by Mbarek_labraiki
Mbarek_labraiki
  • WpView
    Reads 280
  • WpVote
    Votes 6
  • WpPart
    Parts 2
كنتُ أعيش في بيتٍ من الرخام، لكن جدرانه كانت أوهنَ من قشّ، وأهلي الذين ملأوا الدنيا فخراً، لم يعرفوا يومًا كيف يرمّمون انكساري. كنتُ محاطة بالذهب، لكني أختنق برائحته الثقيلة، أضحك في الصور، وأبكي في صمتٍ لا يسمعه أحد. كنتُ أحتاج رفيقًا، لا شاهدًا. أحتاج من يمشي إلى جانبي لا خلفي، من يلتقط يدي لا ليمجّد لقبي، لكن لينقذني من نفسي. وحين جاء هو... لم يأتِ كفارسٍ أبيض، ولا كعاشقٍ يكتب الشعر. جاء بوجهٍ متعب، ويدين تحملان هموم العالم. قال إنه لا يريد سوى ثمن أحلام أخيه، لكن عينيه فضحتا ضعفه، وقلبه خانه عند أول نظرة. هو لم يعرف أنني أنا أيضًا أبحث عن ثمنٍ لأحلامي، أنني أحتاج رجلاً يقف في وجهي ليقول: "كفى... أنت لستِ لعبة في أيديهم". كنا من عالمين متباعدين، لكنه وحده اقترب، وكلما اقترب أكثر أدرك أن المسافة بيننا ليست في المال ولا في الاسم، المسافة بيننا في الجرح الذي نحمله معًا، جرح لا يراه أحد، جرح يعلمنا أن نحب لأننا تائهون، وأن نتمسك ببعضنا لأن العالم يلفظنا. لكن ما أشد قسوة الأقدار! فاليد التي مدت لتنجيني، موثقة بقيودٍ أثقل من قلبي، وأنا العالقة بين شقاءٍ يقتلني إن بقيت، وحبٍّ يقتلني إن أفلته. فهل أسميه خلاصًا؟ أم هلاكًا مؤجلًا؟