sal1via
- Reads 819
- Votes 227
- Parts 6
تنهيدة مرتجفة..
تتراجع للخلف، يداها ترتجفان، ودموعها تحاول أن تسبق أنفاسها:
ـ "أتركني..أرجوك.."
لكن صوته اخترق الظلام، خشنًا، كأنه يخرج من حنجرة تمزقت من الداخل:
ـ "هذا... هذا لأنكِ تجرّأتِ على دخولي... لأنكِ وقحة كفاية لتُوقظي داخلي.
يخطو نحوها.. كل خطوة تهز الأرض، عروقه تنبض بجنون، عيناه متسعتان كنمر حُبس في قفص روحه:
ـ "كيف فعلتِ هذا؟! كيـــف؟! أنا ميّت! ميت منذ دهر!!"
- يده تخطف رأسها
وفي لحظة، ارتطم رأسها بالجدار...
ضربة..
ثم أخرى..
ثم ثالثة..
الدم يلطّخ الجدار، عيناها تتسعان، أنفاسها تنحبس، يداه كالحديد
الضربات تتوالى كأن الشياطين تمسك بذراعيه.
ثم توقف.
صمت ثقيل -
يمسك وجهها بلطف مشوّه، كما لو أنه يحتضن ذكرى فقدها منذ زمن..عيناه تائهتان، تملأهما دهشة حيوان جريح يعجز عن فهم ما فعله.
ثم..ألقاها من النافذة.
هَوت..
كريشة عالقة في دوّامة، ترتطم بمرآة السماء وتخونها الرياح.
دمها تناثر في الهواء، نثرًا أحمر على لوحة الليل.
ريشة مشبعة بالدم.
صوت ارتطامها لا يُسمع.
لكن الصمت يُقتل.
في الداخل، بقي هو..وحده، تحيط به الجدران التي شهدت ولادته الثانية.
صرخة خرجت منه وكأنها نبض الأرض، ثم انفجر!
-يُحطم الزجاج، يقلب الطاولة، يمزق الستائر، يضرب المرآة بقبضته حتى ينزف
وجهه دامٍ، يضربه مجددًا ومجدداً ...