Shahrzad-A
"حين يُعزف اللحن... يسقط أحدهم."
اسمي أرورا.
لكنهم لا يعرفونني بهذا الاسم.
في الأوساط السفليّة، بين العيون التي تراقب ولا ترمش، والأفواه التي لا تتكلم إلا حين تقرع رصاصة، يعرفونني باسمٍ آخر: نغمة الموت.
ليست هذه حكايتي الأولى مع الدم، لكنها البداية التي اخترت أن أرويها.
هنا، حيث ضجيج نيويورك يخفي صرخات الأرواح الضائعة، أعزف كماني في شوارع لا تعرف الشفقة. كل وترٍ أعزفه يحمل ندبة من قلبي، وكل نغمة تُولد على يدي تُدفن بدمعة لا أسمح لها بالسقوط.
كان أبي يقول إن الكمان يُبكي حتى من لا قلب له.
لكن المافيا التي أطفأت أنفاسه... لم تبكِ.
تركوني عند قدميه، والصوت الأخير في أذني لم يكن صراخه، بل صرير أوتار كماني المتكسر تحت جسده.
منذ تلك الليلة، لم أعد أعزف للناس...
أعزف للغضب. للانتقام. للموت.
---
لقائي الأول به كان في إحدى الحفلات الخاصة، خلف جدارٍ من الدخان والعطر والموسيقى الصاخبة.
لم أكن مدعوة، لكني كنت هناك.
أعزف خلف قناع، أدخلت نفسي بينهم كأني إحدى قطعهم.
ثم رأيته.
شعره الذهبي ينسدل فوق جبينه بإهمال ساحر، عيونه حمراء كلون النبيذ المعتق لون مميز وفريد جعلني ارتبك للوهله الاولى..، وخطواته... لا تشبه خطى المجرمين.
اقترب، وابتسم.
لم يعرف من أكون، ولم أكن أعلم بعد من هو.
لكن شيئًا في داخلي ارتجف. لم يكن خوفً