Aleen_o0o
كان الصيفُ أكثر من فصل، أكثر من تقويمٍ يُقلب في رزنامة معلقة على جدار الوقت.
كان وعدًا بالضوء، ورعشةً في الهواء، ونشيدًا قديمًا لا يُعرف من كتبه، لكن كل من مرّ به، سمعه ذات مرة داخله.
كان الصيف، في مدينتنا الصغيرة، لا يأتي فجأةً، بل يتسلل ببطء كما يتسلل العشق إلى قلبٍ لم يعترف بعد.
تبدأ رائحته قبل أن تصل حرارته، إذ تختلط رائحة الغبار الدافئ بأصوات الأطفال الذين خرجوا من مدارسهم الأخيرة، يحملون دفاترهم كأنها رايات بيضاء يلوّحون بها في ساحة معركة، وقد نجوْا.
تُفتَح النوافذ الخشبية، وتُلقى أغطية الشتاء في الزوايا، وتُغلق الأبواب القديمة على ذكريات البرد، ليبدأ الدفء-ليس في الأجساد، بل في الذاكرة.
وفي هذا الفصل، وحده، يتغيّر كل شيء.
يبدو الزمن أبطأ، أكثر تأنّيًا، كأنّ الشمس تملي على النهار خطواته واحدة واحدة.
الوجوه تصبح مكشوفة تحت الضوء، بلا ظلالٍ كثيرة تُخفي التعب، والضحكات تصبح أكثر صدقًا، أو ربما أكثر انكشافًا.
كنتُ دائمًا ما أُحب الصيف، لكنني لم أعرف لماذا.
هل هو الوقت الذي يكبر فيه القلب بلا إذن؟
أم أنّ حرارته تذيب صلابة الصمت وتجعله سائلًا، قابلاً لأن يُسكب على هيئة كلمات؟
ربما لأني وُلدتُ في يوليو، أو لأني عرفت أول مرة أنّ الحبّ يشبه البرتقال في تمّوز تحديدً