ner_vva
- Reads 340,445
- Votes 1,487
- Parts 2
في تلك الليلةِ التي ارتحلَ فِيهَا القَمر خلفَ الغيومِ، تردَّدتْ خُطا أنثى تفرُّ في الأزقّة المبتلَّة.
كانت تُصارعُ العاصفةَ لاَ ابتغاءً للنجاة، بل هربًا من قدرٍ أسودَ أرهقَ أنفاسَها.
وَ هُنَاك، بينَ أنينِ الرِّياح، التقتِ الأقدارُ بأقدارٍ أشدَّ ظُلمةً.
رجلٌ يُقالُ إنَّ الليلَ نُسِجَ من سُوادِ عينيه، وَ إنَّ من أبصرَهُما، ضلَّ سبيلَهُ إلى نفسِه.
أمَّا هي، فلم تَدرِي أنَّ الدربَ الذي سلكتْهُ لم يكن مَهربًا من الهَلَاك، بل عَودةً بطيئةً إلىَّ أحضانِه.
هي تَبتغِي الشفاء من جراحهَا، وَ هو لا يَعرفُ سوى لغةِ النَّزف.
وَ هكذا سُطِّرت البداية ..
حينَ التقت رغبةُ الحياةِ بالموت، وَ اشتعلت بينهما نارٌ لن يُطفئها سوى النهاية.