كانت تقف أمام الباب، شاحبة الوجه، تتنفس كمن خرج تواً من كابوس طويل. عيناها غارقتان في ظلال من الذكريات المكسورة، وشفتيها ترتجفان وهي تهمس: "هذا الباب... ليس من هنا." مدّت يدها نحوه، لكنها توقفت في منتصف الهواء، كأن قوة خفية تمنعها. "لا أحد يعرف متى ظهر، ولا لماذا لم يُخلع حتى الآن. لكنه موجود، كأنه ينتظر لحظة الضعف... اللحظة التي تنظر فيها إليه طويلاً، فينظر هو إليك." صوتها كان هادئًا، لكنه محمّل بثقل لا يُرى: "الليل يشتد حوله. والهواء يبرد أمامه. وبعض الليالي... تسمع شيئًا يهمس من ورائه، لا بل يتنفس، وكأن جدارًا واحدًا فقط يفصلنا عن الجحيم." أخفضت نظرها، وهمست: "لا أحد فتحه... ومن حاول، لم يعد كما كان. إن عاد أصلًا."