ليسوا أصدقاء... وليسوا عصابة... بل مجانين اجتمعوا بالصدفة أو باللعنة أو لأن المدينة ذاتها كانت بحاجة إلى من يُربك قوانينها لا من يُطبقها. في شوارع دالڤين حيث الرصاصة تُطلق بابتسامة والضحكة تُخبئ طعنة تدور لعبة لا يعرف أحد قوانينها... لكنهم جميعاً يُجيدون الغش فيها. سيرك الأوغاد ليست حكاية بطولة بل رواية عن أولئك الذين لا يليق بهم لقب أبطال عن الذين يعيشون بهويتين، وقلبين، وأحياناً بلا قلب أصلاً. يرتدون أقنعة لا للتمويه... بل لأن الجنون أجمل حين يُؤدى كعرض مسرحي. لا تبحث عن منطق. ولا تحاول معرفة من الجيد ومن السيئ... فالجميع هنا أوغاد، فقط بدرجات متفاوتة من الذوق. هذه ليست رواية بل حفلة تنكرية محفوفة بالنار والدعوة مفتوحة لكن الخروج منها... ليس مضموناً.

لا أحد يولد قاتلاً، لكن بعض المدن تعلّمك القتل قبل أن تتعلّم النطق. هناك حيث يصمت القانون وتعلو لغة الرصاص، تتكشّف أسرار لا تُكتب، وتُعقد صفقات لا تُوثّق. رجال يحكمون من خلف ستائر مخملية، يتحدثون بالرصاص والذهب، ونساء تبتسمن وفي حقائبهن خريطة موتٍ مؤجلة. بين أنياب المافيا وعيون الاستخبارات تبدأ الرقصة... رقصة لا يتقن خطواتها سوى أولئك الذين خلعوا ضمائرهم منذ زمن. الولاءات تُباع، الخيانة لا تُفاجئ أحداً، والنجاة؟ لا تعني شيئاً إن خرجت منها بأطرافك كاملة... وقلبك ميت.