TabyWrites
اقترب منها بخطى واثقة، لكن عينيه كانتا تحملان رجفة خفية، كأنهما تستجديان البقاء في عينيها، لا العالم من حولهما. حدّق فيها طويلًا، ثم قال بصوتٍ خافتٍ، يحمل من الحنين ما يكفي ليهزّ جدار الصمت بينهما:
"كنتُ ظلّكِ قبل أن تلتفتي نحوي، ونبضكِ قبل أن تتعلّمي كيف يُحبّ القلب، كنتُ هناك... في الهامش الذي لم تنظري إليه يومًا، في التفاصيل التي لم تُدركيها إلا حين غبتُ. فكيف تطلبين الرحيل ممّن كان فيكِ دون أن تشعري؟ كيف تُغلقين الباب في وجه مَن كان يسكنكِ منذ البداية؟"
سكت قليلًا، وكأن صوته اختنق بما تبقّى من كبريائه.
لكنها لم تجبه، كانت واقفة هناك... تتنفس بصعوبة، كأن الهواء ثقيل، واللحظة تسرق منها صوتها.
ثم تمتمت أخيرًا، كأن الكلمات تُنتزع من صدرها:
"هم لم يفهموا صمتي...حسبوه جمودًا، بل برودًا لا روح فيه.
⚠️
هذه الرواية مخصصة للبالغين، تنسج عوالم مشوهة ونفسيات متعبة، حيث قد يجد القارئ نفسه غارقًا في ظلال لا يعرفها.