Rosavien
- Reads 4,185
- Votes 45
- Parts 8
بعد غياب سنين، وبعد ما خذته الغربة بعيد عن كل تفاصيله القديمة، رجع راكان للوطن... راجع بشخصيته الجديدة، بهدوءه اللي ما يشبهه، وبنظرة عيونه اللي كأنها تقول "كبرت، وتغيّرت، بس فيه أشياء ما نسيتها".
ما كان يدري إن أول شي بيواجهه لما يفتح باب بيت خاله هو "هي"...
ريم، بنت خاله، اللي كانت زمان الطفلة اللي تزعجه، تكشتبه دايم، وتشتكيه على الكل.
بس الحين؟ صارت غير... عيونها ما زالت نفس العيون، بس فيها شيء مو طبيعي. شيء يربكه، يخليه يعيد حساباته كل ما شافها تمر قدامه.
يسكن معها بنفس البيت، بحكم الظروف، وبحكم إن أمه وأمها متقاربات لدرجة خلت الكل يعتبر إن هالشي "عادي".
لكن مافيه شي عادي بين ريم وراكان...
هي ما قالت له أبدًا إنها اشتاقت، بس عيونها تقول كل شي.
وهو ما عبّر عن شي، بس حضوره وسكوته صار يفضح إحساسه رغماً عنه.
تمر الأيام، وتكثر اللقاءات اليومية، من الصالة، للمطبخ، لأروقة البيت اللي صار شاهد على كل نظرة، وكل لفة عيون، وكل تنهيدة ما نقالت بصوت...
وتبدأ ريم تحس إن القلب اللي حسبته نساه، باقي ينبض... وكل نبضة تقول:
رجعت... وعيونك ما نسَتْ