"أنا الذي لا يُرى" حكاية نجمٍ أحبّ من بعيد، ظلّ يضيء حين لا يلاحظه أحد، ويصمت... كي لا يسرق الضوء من من أحبّ. إلى كل من عاش في الظل، هذه قصتك. بقلم: هبة - لمن يُضيئون دون أن يُصفّق لهم أحد.

يقولون إنّ النجوم تموت بصمت... لكنني سمعتها تبكي." - كاسيا، ابنة الضوء الأزرق في مجرّة لا يزورها الزمن، وسط عتمة الكون التي لا يُقاس لها قرار، كانت "كاسيا" - الفتاة التي وُلدت من انفجار نجمة زرقاء - تحوم في فضاءٍ بلا حدود، تمتطي كوكبًا صغيرًا كُسر نصفه في حرب مجرّية قديمة. كاسيا ليست بشرية. ولا آلية. بل شيء بين ذلك... شيء وُلد من نواة الندم نفسها، حين تلاشى "العهد الأول للبشرية" وفشلوا في إنقاذ أرضهم. كانت تملك قلبًا لا ينبض... لكنه يتذكّر. ** قال لها "الأب-النجم" ذات مرة، حين كانت ما تزال سحابةً في طور التكوين: "حين تسمعين أول نجمة تبكي، اعلمي أن النهاية بدأت، وأنكِ وحدك من سيعيد كتابة الضوء." مرت آلاف السنين على تلك الجملة، لكنها لم تفهمها حتى الآن. ** ذات ليلة كونية، وبينما تسبح في بحر الجاذبية الداكن، شعرت بشيء لم تشعر به من قبل... صرخة، لا صوت لها، خرجت من نجم يحتضر في ذيل المجرة. لم يكن صراخ موت، بل استغاثة. فانطلقت... لا نحو النجمة، بل نحو ما وراءها. نحو المكان الذي يُقال إن فيه ما تبقّى من "الأرض"... على هيئة ذاكرة محفوظة في ثقبٍ أسود. هناك فقط، يمكنها أن تعرف لماذا تبكي النجوم.