AlAA_ALQAISI
- Reads 233
- Votes 29
- Parts 10
في صباح ربيعي ناعم، كانت إسطنبول تستيقظ ببطء على نغمات طيورها المعتادة، وهدير البحر المتسلل عبر الأزقة القديمة. في حي هادئ من أحياء الجانب الأوروبي، كانت "لمى أصلان" ترتب شعرها أمام مرآة خشبية صغيرة في غرفتها، وقد ارتدت فستانًا بسيطًا بلون رمادي، صنعت تفاصيله بيديها من قماش متبقٍ من فستان قديم.
كانت في الثانية والعشرين من عمرها، شابة طموحة تحمل في قلبها حلمًا لا يهدأ: أن تصبح مصمّمة أزياء معروفة، أن ترى اسمها مطبوعًا في واجهات المتاجر الكبرى، وأن تخلق من الأقمشة والرسومات ما يعجز عنه الكلام.
لمى وُلدت ونشأت في إسطنبول، في بيت متواضع مع والدتها التي تعمل خياطة في أحد محال الحي. منذ صغرها، اعتادت أن تجلس قرب ماكينة الخياطة وتراقب أصابع أمها تنسج الحكايات بالخيط والإبرة، حتى غدت تلك المهنة البسيطة شغفًا متقدًا في روحها.
في هذا الصباح، كانت لمى تستعد لتقديم طلب قبولها في أكاديمية "ألبير"، واحدة من أرقى مدارس تصميم الأزياء في تركيا، حيث يتخرج منها نخبة المصممين الذين يحكمون هذا العالم المتلألئ من خلف الستار.
خرجت من المنزل تحمل ملف رسوماتها بيد، وحقيبة صغيرة على كتفها، تسير بخطى حذرة، لكنها ثابتة، بين ضجيج المدينة العريق وروحها الحالمة.
داخل مبنى الأكاد