user48978871
"من رمادها.. نبتت القوة"
في طيات الماضي، عاشت طفلة لا ذنب لها سوى أنها وُلدت في عالمٍ يجهل معنى الرحمة. فقدت الأمان باكرًا، وتلقت طعنات من أقرب الناس إليها. اغتُصبت ثقتها قبل أن تُغتَصب طفولتها، وتكاثرت حولها الخيبات كأنها تُختبر بلا توقف.
تجرعت مرارة الخذلان من أبٍ غائب، وأمٍّ منكسرة، ومجتمعٍ لا يرى في الدموع ضعفًا بل عارًا. سقطت مرات، كثيرًا.. لكنها لم تستسلم. كانت كل ضربةٍ تصهرها، لتعيد تشكيلها من جديد - أصلب، وأعمق، وأوعى.
كبرت تلك الفتاة، ولم تنسَ. لم تتجاهل ماضيها، بل جعلت منه سلاحًا. كل جرح أصبح درسًا، وكل صمتٍ كان لحظة تأمل قبل العاصفة.
محد
عادت في حاضرها امرأةً لا تُكسر. واقفةً على ركام أيامها، واجهت كل من ظنّها انتهت، بابتسامة المنتصر. صارت صوتًا لمن لا صوت له، وملجأً لمن عاش ما عاشته. لم تعد تطلب الإنصاف، بل تصنعه. لم تعد تنتظر العدالة، بل تخلقها.
فهي لم تخرج فقط من الحرب حيّة، بل عادت منها قائدة.. تحمل راية من نار، كتب عليها:
"ما لم يقتلني.. جعلني كلّي نارًا لا تُطفأ."