engnoor_ah
في زمن تتساقط فيه الأرواح كأوراق الخريف، وتتشابك فيه المصائر بخيوط من دم ودموع، يقف رجل من رجال العشائر أمام مفترق طرق لم يخطر على باله يوماً. حين رحل صديقه شهيداً، لم يرحل وحده، بل ترك خلفه أمانة ثقيلة لا يقدر على حملها إلا من يملك قلباً يفيض بالوفاء والنبل.
هي امرأة كسرتها الحياة قبل أن تبدأ، أذاقها أقرب الناس إليها مرارة الهجر والظلم، وتركها وحيدة تواجه ألسنة المجتمع وقسوة الأيام. لم تكن تنتظر منقذاً، ولم تحلم بفارس يأتي على صهوة جواده ليأخذها بعيداً. لكن القدر كان له رأي آخر.
تزوجها رغم أنف الجميع، رغم عتب أهله وغضب عشيرته، رغم الهمسات التي تطارده في كل مكان. لم يكترث لشيء سوى صوت ضميره الذي يناديه بأن يكون رجلاً حقيقياً، لا مجرد اسم يتوارث ويُنسى. أعطاها بيتاً يحميها، وقلباً يحتويها، وحياة جديدة تمحو آثار الماضي الموجع.
ثم جاءت تلك الطفلة الصغيرة، كملاك هبط من السماء ليضيء عتمة حياتهم. أصبحت هي الركن الذي يستند إليه، والأمل الذي يتنفسه كل صباح. كان يظن أن السعادة أخيراً قد طرقت بابه، وأن الله قد عوضه عن كل ما فات.
لكن في هذه الدنيا، هناك قلوب لا تعرف الرحمة، ونفوس يسكنها الشيطان ويقودها الحقد الأعمى. هناك من لم ينسَ ولم يغفر، من ظل يرقب من بعيد وينتظر اللحظة المناسبة لينقض. طليقها، ذلك ا