lilo1911
- Reads 2,866
- Votes 122
- Parts 11
الليلُ كان هادئًا على غير عادته، كأن المدينة تحبس أنفاسها لحدثٍ لا يُشبه سواها.
على أحد الطرق الفرعية الواسعة، حيث تعكس إنارة الشارع ضوءها على الأسفلت المبلل،
كان هناك ثلاث فتياتٍ يرقصن بحريةٍ لا تُقيَّد، كأنما يصفعن الحياة بابتسامة مجنونة.
الفتاة التي في المنتصف، ترتدي معطفًا طبّيًا مفتوحًا فوق فستان أسود قصير،
ترقص بثقةٍ غريبة، كأنها تُجري عملية قلب مفتوح للحياة نفسها.
التي على اليسار، شعرها مربوط للأعلى، تحمل في يدها خوذة مهندسين وترقص بها كأنها تُعلن انتصارها على قوانين الجاذبية.
أما الثالثة، فكانت تدور بجنونٍ ساحر، كأن جسدها وُلد من نغمةٍ لا يسمعها سواها.
من بعيد، توقّفت ثلاث سيارات سوداء فاخرة، نزل منها ثلاث رجال، أشبه بأشباح الليل...
كلٌّ منهم يحمل نظرةَ قاتل، لكن ما رأوه جعل أنفاسهم تتباطأ.
قال الأول، وهو يضع يده في جيبه ونظرته تتسمر على التي في المنتصف:
"تلك الطبيبة... لي."
ضحك الثاني بسخرية، عينيه تتابع المهندسة الثائرة وقال:
"والتي على اليسار؟ تبدو شرسة... إنها لي."
أما الثالث، فقد ابتسم بهدوءٍ قاتل، عينيه على الراقصة:
"إذًا... الأخيرة لي."
صمتوا للحظة، كأن شيئًا قد كُتب في الهواء...
كأن الأقدار نفسها وقّعت على اتفاقٍ جديد...
وما كان إلا بداية الجنون.