tula000
ليلان ...
في قصر السحب العتيق،
حيث الجدران تنبض بظلّ الأساطير،
وقفت هي،
شَعرُها فضة الليل،
وعينُها جمرةٌ حمراء،
كأن الشمس احتضنت دمعةً من نار.
في يدها مروحةٌ مخملية،
تغزلُ من ضوء القمر خطوطًا،
ومن دم العنقاء ألسنةً تتراقص،
كل رفّة منها
توقظُ أرواح الملوك النائمين.
قالوا:
ولدت من رماد العنقاء،
ومع كل موت، تشتعلُ من جديد،
تحمل في أنفاسها
ريح الشرق،
وفي قلبها أجنحةٌ تحترق
كي لا يذبل الربيع.
تحت خطواتها،
يزهر الياسمين على أرض الجليد،
وتسجد الظلال أمام عرشها،
فهي آخر وصايا النار،
وأجمل أسرار الليل.
وفي صمت السماء،
تختفي...
لكن شرارةً من عينيها
تظل تحرس القمر.
تحت قمرٍ غارقٍ في الحبر،
وقفت هي...
عينها جمرٌ لا ينطفئ،
تشق الظلام كسيفٍ مسحور.
المروحة في يدها،
ليست حريرًا ولا ورقًا،
بل ريشٌ مسروق من جناح العنقاء،
تلمع بالدم القاني،
وتتنفس اللهب مع كل رفّة.
في الهواء،
رائحة بخورٍ ثقيل،
وأصواتُ الطبول
تتساقط كنبضات قلب مذبوح.
ترفع المروحة نحو السماء،
تُسقِط شرارةً أولى،
فتشتعل الأرض تحت قدميها،
وتخرج من الدخان أجنحةٌ عملاقة
تغطي القمر.
صوتٌ غريب،
ليس بشريًا،
ولا تمامًا حيوانيًا،
يصرخ من بين العوالم:
"من استدعاني؟"
تبتسم...
ابتسامة من يعرف أن النار صديقته،
وتهمس:
"أنا وريثة الرماد... أنا سيدة العنقاء."