San_diyaa
عالمٌ يعج بالخطايا المستترة خلف قناع الحب، حيث الحقيقة ليست إلا وجهاً آخر للكذب، والغفران حُلمٌ يدفعه الندم.
هنا حيث الحب ليس سوى وعدٍ هش، أما الغفران فمفترق طرقٍ ينقلب فيه كل شيء.
حين ظنّ أنه نجح في دفن الماضي، جاء القدر لينبش قبر الذكريات ويبعثر رماده أمام عينيه.
سنواتٌ أمضاها يطارد ذاته بين أروقة العلم، عازمًا على أن يضمد جراح قلبه بيديه، أن يمحو ملامحها من ذاكرته كما تمحو الرياح أثر الندوب على الرمال. لكنها عادت إليه، لا كحبيبةٍ غابرة ولا كخائنةٍ تسببت بانهياره، بل كظلٍ منكسِر تطارده تهمةٌ تقشعر لها الأرواح:
قاتلة طفلها، سجينة الجنون.
كانت هناك، خلف جدرانٍ كئيبة صامتة، تمثل أمامه كجسدٍ هزيل أطفأت الحياة أضواءه، وتركته مشحونًا بصمتٍ يصرخ.
كل شيء فيها كان يعكس وجعه، كل نظرةٍ من عينيها المطفأتين كانت خنجرًا يغرسه القدر في جراح ظنّ أنه نسيها.
والآن، بين أن يكون طبيبًا يمارس مهنته، أو إنسانًا يواجه أشباحه، يجد نفسه أمام سؤالٍ يلتف حول عنقه كحبلٍ من نار: هل يعالجها ليغفر لها، أم يتركها لتواجه مصيرها كقصاصٍ لما فعلته به ذات يوم؟
لكن أكانت هي المحتاجة لغفرانه أم هو الغافل المفتقر لتكفير عن ذنب اعسر لم يدركه.
روايةٌ تنسل بين خيوط النفس البشرية، كالسيف في الظلام، تقطع بين الحب والندم