WINTER-16
غابة مغطاة بالثلوج، كانت الأشجار الشاهقة تقف مثل حراس صامتين، والثلوج تغطي الأرض مثل غطاء أبيض سميك، والشخص يمشي بعرج واضح للعين، جسده كله مجروح وينزف بشدة، والدم يتدفق من جروحه مثل نهر صغير، وينزل على الثلج الأبيض الناصع، مما يجعله يتحول إلى لون أحمر قاني، وكأنه لوحة فنية مروعة، والثلوج تتساقط حوله مثل رقاقات صغيرة، والريح الباردة تهب مثل أنفاس الموتى، وتحمل معها رائحة الموت والفناء.
كان يمشي في طريقه المجهول، دون أن يلتفت إلى الخلف، دون أن يفكر في مصيره، وكأنه يسير إلى حتفه بلا خوف، والثلوج تتساقط على رأسه وكتفيه، مثل غطاء أبيض يلف جسده، والريح الباردة تهب في وجهه، مثل صفعة قاسية.
بينما كان يمشي، لم ينتبه إلى أنه يقترب من بحيرة ثلجية، وسرعان ما وجد نفسه يمشي على جليد هش، رقيق مثل الزجاج، ثم سمع صوت تكسير الثلج تحت قدميه، مثل صوت تكسير العظام، والجليد يتكسر تحت ثقله مثل لوحة زجاجية مكسورة، والثلوج تتساقط في البحيرة، مثل رقاقات صغيرة تذوب في الماء.
لم يكن لديه الوقت للصراخ أو طلب النجدة، فقد وقع في البحيرة الثلجية، وتكسر الجليد تحته، لينزل جسده ببطء شديد إلى الماء البارد، مثل قطعة من الثلج تذوب ببطء، والماء البارد كان يغمر جسده، مثل ألف إبرة تخترق جسده، والثلج كان يغطيه ببطء