with852
- Reads 37,713
- Votes 4,333
- Parts 11
لم يكن سوى ضحيةٍ لزواجٍ فاشل بين والدين لم يعرفا شيء عن العواطف .
.
دُفع إلى خمسةٍ وعشرين عامًا من العيش بين الإهمال والقسوة، بين الوحدة والظلام،
.
طفلٌ لم يُرِد أكثر من حضنٍ صادق، أو نظرةٍ مهتمة، أو حتى سؤالٍ عابر عن حاله.
.
كبر وهو يحاول إصلاح ما لم يفسده،
يحاول أن يكون الابن المثالي في روايةٍ لم يختر فصولها،
أن يُرى، أن يُعترف بجهده، أن يسمع من والده جملةً واحدة: "أنا فخور بك."
.
فعل كل ما بوسعه ليكون مرئيًا في عيني رجلٍ كان دائمًا غائبًا،
ظنّ أن الحب يُنتزع، وأن العطف يُستحق بالإنجاز.
.
لكنه أدرك بعد فوات الأوان،
.
أن العطف لا يُطلب، والحب لا يُتسوَّل،
وأن ما يُمنح بعد رجاء، لا يُسمى حبًا، بل شفقة مغلفة بكلماتٍ دافئةٍ لا تدفئ.
.
ومع ذلك، جاء هذا الإدراك متأخرًا...
جاء حين بدأت أيامه ترحل ببطء،
حين صار يعدّ الليالي بدلًا من الأحلام،
حين بات يندم - لا على ما فعله - بل على كل ما تمنى فعله وخاف،
خوفًا من خذلان أبٍ لم يكن يتوقع منه شيئًا في الأصل.
---
" المرض في مراحله المتأخرة ، انا اسف في حالتك لا يوجد علاج ".
.
تحدث الطبيب بنبرة ثقيلة وخلع نظارته واضعها جانب ، ونظر للشاب امامه ..لم يكن الشاب خائفاً ،ولم يظهر الذعر او الخوف من حقيقة ان العد التنازلي قد بدأ بالفعل لانهاء حياته .
.
" برأيك ، كم ت