ibtissam2022
- Reads 1,528
 - Votes 367
 - Parts 11
 
صراع عشائر الذئاب…
بين أنياب الظلم وصرخات المظلومين، تُعزف أعنف سيمفونية انتقام، تتردد أصداؤها بين ألفا ألفاير… والهجينة إيلنورا، ابنة الألفا السابق لقطيع الظلال البيضاء.
مشهد…
اقتربت من حدود قطيعهم… الهواء كان مشبعًا برائحة الدم والدخان، كثيفًا حدّ العمى، يجعل خطواتها تتعثر وهي تحاول شق طريقها وسط الضباب الأسود. الأرض تغلي تحت قدميها، وكأن صرخاتها صاعدة من الأعماق.
كل بيت… كل ذئب… كل حجر يحمل ذكرى من كانوا هنا… تحوّل إلى ركام وخراب، صفحات ممزقة من ماضٍ احترق.
ورغم تعثرها… تقدّمت.
شيء ما قادها حتى توقّفت فجأة، مذهولة، تتشبث بحطام جذع شجرة محترقة. شهقت، كأنها غريقة ابتلعت حنجرتها صدمة ورعبًا… أفكارها تسحبها نحو الفرار، لكنها لم تستطع أن تزيح قدميها عن الأرض.
كانت تنظر إليه.
ذئبٌ هائل الجثة، شامخ، مجنون الغضب، يمزق جسد والدها بيديه العاريتين، يزمجر كوحشٍ خالص، بلا ذرة إنسانية…
قدماه تغوصان في السائل القرمزي، وصدره يعلو وينخفض بثقل العالم كله.
ارتجفت، ودموعها تنهمر بحرارة عاجزة. لم يرها… لكنها اختنقت برعبٍ صامت؛ ذئبتها في الداخل تعوي تحذرها.
لكن ما لم تتوقعه أنها زمجرت اسمًا واحدًا: «رفيق…»
تجمدت ملامح إيلنورا.
لمحت وميضًا أمام عينيها—
رؤية؟ نبوءة؟ قدر يتشكل بين دخان الماضي ولهيب الحاضر:
ترى نفسها واقفة أمامه… تمسك قلبه بين يديها قبل أن يهوي أمامها جثة هامدة، عيناه تنطفئان إلى فراغٍ أبدي…
ثم صورة أخرى… جسدها هي يُرمى أرضًا، تتمرغ بالتراب، الدم يفور من حنجرتها بينما هو فوقها، يلهث ووجهه ملوث بالألم، مخالبه مغروسة في لحمها…
ثم ثالثة… تراقبه من بعيد، يبتسم لغيرها، يحتضنها، بينما هي تموت قهرًا وغيرةً على حبٍ لم تملك زمام قدره…
قبل أن تستوعب ما يجري، صاحت ليزا مرتجفة:
– اهربي… اهربي الآن!
«في عالمٍ يحكمه القمر والدم والقدر… لم تكن إيلنورا تدرك أن انتقامها لن يُعيد ما فُقِد، بل سيوقظ لعنةً تشتعل فيها وعليها.
إيلنورا لم تقع في عشق ألفاير… بل وقعت في لعنته.
وحين يتحوّل الحب إلى ذنب، والقدر إلى سلاح… أيهما سيُسقط الآخر أولًا؟
هل تهرب من الذئب الذي مزّق عائلتها… أم من النبوءة التي توعِدها بأن تكون قاتلته… أو ضحيته… أو قلبه؟
✧ لعنة القمر الثالث ✧ الرواية التي ستأكلك أنفاسها قبل أن يوقعك فخّها.الحب حين يكون أسوأ من الموت.»»