johndoe6666
أنا لا أكتب رواية... بل أنحت على قبر تلك الذاكرةُ المدفونة. ما ستقرؤه ليس سردًا متخيَّلًا، بل جرحٌ مفتوح لم يلتئم، ، وشهادة ناجٍ خرج من بين أنيابهم حيًّا... أو ما تبقّى منه حيًّا.
كنت في السابعة عشرة، فتى غافل يسير بين الناس، لا يدرك أنّ الأقدار كانت تجرّه إلى الهاوية.... لم أكن أعلم أنّ الظلام ليس مجرّد غياب للنور، بل كائن حيّ، له أنياب، عروقٌ بنفسجية تنبض بجوع.
مصّاصو الدماء... الاسم الذي سخرتم منه في الحكايات والأفلام، ما هم الا حقيقة مشوهة..... رأيت الجلد وهو يتبخر تحت الشمس ، يبدأ الاحتراق من الحناجر، كأن أرواحهم تُشنق من الداخل قبل أن تتبخر أجسادهم. رأيتُ الدخان يتصاعد من رقابهم بصرخات ملعونة تتبرأ منها السماء.
رأيتُهم محرومين من الماء... نعم، الماء، أصل الحياة عند البشر، كان لهم سُمًّا قاتلًا.... كأنهم كتبوا على أنفسهم عهدًا  "لن نحيا إلا بما نسلبه من عروق الآخرين".
وكان صديقي... ذاك الذي جلس بجانبي، ذاك الذي ابتسم لي كإنسان، وكان في داخله وحش يلعن اللحظة التي لم ينهش فيها عنقي. رأيته يقاوم غريزته ، يرتعش، يتشنج، يضغط على أنيابه كمن يحاول حبس وحشا بقفص.
خرجتُ حيًّا... لكن أي حياة هذه؟ النجاة من أنيابهم ليست خلاصًا، بل لعنة. تبقى تحمل داخلك ندبة غير مرئية، كأن دمك صار يعرف طعم أن يكون مُلكًا لغيره.