شَـــبَـــكَـــةُ العَـــــــــنْكَـــبـُــوتِ // s_p_i_d_e_r w_e_b
jeijeheu9w9i28k
الجريمة ليست سكينًا يُغرز في اللحم، بل فكرةٌ تُغرز في الضمير. لا تبدأ من الفعل، بل من اللحظة التي ينهض فيها العقل ضد فطرته، ويتآمر فيها القلب على ما تبقّى من إنسانيّته.
إنّ القاتل لا يخطئ حين يذبح، بل حين يُبرّر لنفسه الذبح، حين يغزل حبل الجريمة من خيوط المنطق، ويقنع ذاته بأنّ العدالة قميصٌ يمكن خياطته على مقاس نزواته.
هو لا يقتل الضحية بقدر ما يقتل الإنسان فيه.
والضحية، في أغلب الأحيان، ليست من سقطت على الأرض، بل من بقي واقفًا بعدها وهو يتنفس بثقل، ويحيا بما يشبه الموت.
العقاب ليس سجنًا، فالسجن جدران تُفتح وتُغلق، أما العقاب الحقّ فهو زنزانةٌ تُبنى في الداخل، وتُقفل من دون مفتاح.
ذاك العقاب الذي لا يُرى، لكنه يُحسّ، كغصّةٍ تسكن في الحلق ولا تبتلع، ووجعٍ يتجوّل في الجسد كظلّ لا ينفك.
العقاب هو العجز عن النوم، عن الضحك، عن النظر إلى المرآة دون أن تنقلب صورته وحشًا يتشهّق بقايا الطهر.
أتعلمون ما هو أقسى من العقوبة؟ أن تتأخر.
أن تأتي بعد أن ذبُلَ الإحساس، وتيبّست الندامة، وانقلب الجاني إلى حجرٍ لا يسمع صراخ الأرض التي دُمِغت بالدم.
ذلك التأخر، حين تهبط العدالة كضوءٍ شاحبٍ بعد انتهاء العرض، تصفع وجوهًا صارت رمادًا، وتدين أيديًا احترفت غسل خطاياها بالصمت.