يُقال إن القمر لا يُكمل دائرته عبثًا... وإن في اكتماله يولد الوعد، وفي هلاله تُزرَع الكارثة. أسطورةٌ نُسيت، لكنها لم تمت، تخبئها الممالك بين جدرانها، وتُنكرها الألسنة، لكنّ الظلال تهمس بها في كل ليل. يُقال إن العالم لا ينهار مرة واحدة، بل يُهذَّب بالخراب حتى يعترف بما أنكره. وفي كل ألف عام، يعود من يحمل الدمار... ويُبعث من يُعقله. لا أسماء، لا وجوه، لا علامات مؤكدة... فقط القمر، هو الدليل الوحيد. وحين يُظلِم القمر على غير عادته، لا تنتظر النجاة... بل ابدأ بالبحث عن الحقيقة.

كمال كامل أحمد، أخصائي نفسي يعمل في مدرسة ريفية معزولة، حيث لا يُنظر إليه إلا كحالة غريبة، وأحيانًا كمجرّد عالة لا تساوي حتى احترام المدرّسين من حوله. تُلاحقه نظرات الازدراء، وتهمس خلفه الألسنة، وكأنه لا ينتمي. لكن... لماذا اختار الريف؟ ما الذي يدفع رجلاً بمؤهلاته إلى زاوية منسية كهذه؟ وما الذي يخفيه تحت هدوئه الدائم وابتسامته التي لا تُفصح عن شيء؟ لكل إنسان وجهٌ لا يراه الآخرون... أما كمال، فوجهه الآخر قد يكون كابوسًا، أو ربما... خلاصًا لأحدهم.