هل تعلم من أنا؟ أنا زهرة نَمَت وسط صحراء مليئة بالصبّار... أنا نجمةٌ لامعةٌ في سماء مُظلمة، يهاب الجميع إطفاءها... أنا قنبلةٌ نووية خُلقت من بقايا مشاعر محترقة، وجُرّدت من إنسانيتي دون إذنٍ مني... أنا التي تقتل بلا دمعة، وتصرخ بصمت، وتُغرس بها الطعنات وهي تبتسم. لم أُخلق هكذا. بل كُنت طفلةً عادية... فتاةً مدللة، عنيدة، مغرورة قليلًا، طائشة أحيانًا، تحلم بحياةٍ وردية ككل الفتيات. لكن ذات يوم، وفي لحظةٍ واحدة، احترق العالم كله من حولي، واحترقت معه. أتعلم كيف يشعر الإنسان حين يُنتزع قلبه ببطء؟ حين تُطفأ عينيه وهو لا يزال يرى؟ حين يُجبر على أن يتحول لوحش كي ينجو؟ كان يجب أن أختار: إما أن أُذبح كالحمل، أو أُمسك بالسكين... وأتحوّل إلى قاتلة. فاخترت... أن أنجو. اخترت أن أتحمّل اللوم، وأن أتحوّل إلى لعنة تمشي على قدمين. ليس لأنني أردت ذلك، بل لأن الحياة لم تتركني بخيار. أنا لم أختر الألم، لكن الألم اختارني، وسكنني... وأنا... فتحت له الباب. إن كنت تبحث عن بطلة تُشبه الأميرات، فهذا ليس مكاني. أنا لست ضحية بريئة تمامًا، ولا قاتلة شريرة بالكامل. أنا خليط من التناقضات... جُرحٌ مفتوحٌ يمشي، وروحٌ باردة كأنها ماتت ولم تُدفن. اسمي جنى... أو هكذا يُفترض. لكن حين يسألك الضابط عن اسمك، لا تعطه الحقيقة... قُل له فقط: "اس