ليس كل تاجٍ فخراً... وليس كل دمٍ خيانة. حين تتصارع العروش في الظل، وتُنسج التحالفات بخيوط مسمومة، يُولد لحنٌ لا يسمعه إلا من خسر كل شيء... أو على وشك أن يخسره. في عالمٍ تقوده الممالك الحديدية، لا تُكتب الحكايات بالحبر، بل بالخنجر. الوجوه التي تبتسم في النهار... تُدير الحروب ليلاً. والأسماء التي تُمجد... تخفي تحتها هويات لم يُفصح عنها بعد. أمراء نُفيت أسماؤهم قبل ولادتهم، وملوكٌ تجرعوا المجد كسمٍ مؤجل، وورثة لا يعرفون من فيهم سيحكم... ومن سيكون الضحية القادمة في رقصة العرش. هنا، لا شيء كما يبدو. والذي ينجو... ليس الأذكى، بل من يعرف متى يختبئ خلف صمته، ومتى يضرب بصمته. سيمفونية التاج والدم حيث يتقاطع المجد مع اللعنة، وتغدو الحقيقة أغلى من العرش نفسه... اقرأ... إن كنت مستعداً لأن تفقد ثقتك بكل شيء.

حين وُلدت إليارا تحت ضوء القمر المكتمل، لم تكن تعلم أن لون عينيها الأحمر وشعرها الفضيّ سيكونان سبباً في نفيها من قريتها واتهامها باللعنة. كبرت في الغابة، بعيدة عن البشر، لا تعرف من هي تماماً، ولا لماذا تجري في عروقها حرارة غريبة مع كل اكتمال قمر. سنوات من العزلة جعلتها قوية، حذرة، وغامضة كالغابة التي احتضنتها. لكن السلام لا يدوم. وحين يدخل رجل غريب إلى الغابة، باحثاً عنها لا لقتلها بل لحقيقة تخصها، تبدأ ألغاز الماضي بالتكشف: من هم والداها الحقيقيان؟ ولماذا يطاردها جنود المملكة فجأة؟ بين مطاردة دامية، وتحالفات لم تخترها، تكتشف إليارا أن _اللعنة_ التي نُسبت لها، ليست إلا مفتاحاً لصراع قديم على العرش، وأن دماء القمر الأسود... ليست دماءها وحدها. في رحلة بين الخيانة والهوية، تسعى إليارا للنجاة، لا فقط من مَن يطاردونها، بل من نفسها أيضاً... فحين تغضب، القمر نفسه يرتجف.

لا أحد يولد قاتلاً، لكن بعض المدن تعلّمك القتل قبل أن تتعلّم النطق. هناك حيث يصمت القانون وتعلو لغة الرصاص، تتكشّف أسرار لا تُكتب، وتُعقد صفقات لا تُوثّق. رجال يحكمون من خلف ستائر مخملية، يتحدثون بالرصاص والذهب، ونساء تبتسمن وفي حقائبهن خريطة موتٍ مؤجلة. بين أنياب المافيا وعيون الاستخبارات تبدأ الرقصة... رقصة لا يتقن خطواتها سوى أولئك الذين خلعوا ضمائرهم منذ زمن. الولاءات تُباع، الخيانة لا تُفاجئ أحداً، والنجاة؟ لا تعني شيئاً إن خرجت منها بأطرافك كاملة... وقلبك ميت.