Batool-Sallom
- Reads 255,742
- Votes 9,796
- Parts 35
كزهرةٍ نبتت في شقّ صخر، تقاوم الجفاف، وتتمايل للعاصفة دون أن تنكسر.
لم تكن أنثى تنتظر من الحياة وردة حمراء، بل فتاة اختارت أن تكون الجذر لا الزهرة، السند لا المستند.
هي ابنة الحياة، لا ابنة القدر.
تناضل لا لتنجو وحدها، بل لتنجو بهم كلّهم.
لم يكن في قلبها متّسعٌ لفارس، ولا في وقتها مساحةٌ لحلمٍ وردي.
فهي لا تحب أنصاف الالتزامات، وإن أحبّت يوماً، فستحب بكل ما فيها... لكنها الآن، لا تبحث عن ذاك "اليوم".
وأما هو...
فهو فصلٌ متناقض من فصول الحياة،
رجلٌ قد تمسك يدك بكفّه فيغدو دافئًا كأيلول،
ثمّ يغيب عنك لحظة، فيعود باردًا ككانون.
ابتسامته طمأنينة، وصمته زلزال.
لم يكن يحتاج شيئًا، ظاهريًا.
لكنّ الفراغ في عينيه كان كصحراء عطشى تنتظر قطرة.
وكان لقاؤهما... اصطدامَ نقيضين، لا يشبهان بعضهما في شيء،
إلا أنهما كانا على موعد مع شيء أكبر من الصدفة.
فهل تصنع الأقدار ما تعجز عنه النوايا؟
وهل تنبت زهرةٌ على حدود الجليد والنار؟
هذه الحكاية ليست عن حبٍّ اعتيادي،
بل عن تقاطع طريقين...
واحدٌ مُثقل بالمسؤولية، وآخر تائه بين دفء القلب وصقيع العقل.
فمن منهما سيغيّر الآخر؟
ومن سيكسر أولًا قيدًا صنعه بيديه؟