position085911
- Reads 55,812
- Votes 1,808
- Parts 50
الموتى يعلّمون الأحياء.
بعد أن شاهدتُ أمي تنهار أمام عيني بسبب مرض غامض، قطعتُ على نفسي عهدين : أن أجد العلاج لما فتك بها، وأن أرحل عن تلك المدينة الملعونة التي تخلّت عني فيها.
بعد أربع سنوات، وصلتني رسالة قبول من جامعة دراكاديا، إحدى أعرق الجامعات وأرفعها شأنًا في البلاد. تقع على جزيرة معزولة قبالة سواحل ولاية ماين، ويُشاع أنّها مسكونة بأرواح المرضى النفسيين الذين نُفوا إليها قبل قرون، أولئك الذين يُقال إن عظامهم شكّلت رمال شواطئها البيضاء.
ومع ذلك، لم تكن الأشباح الهائمة أكثر ما يُرعب في ذلك المكان.
دِفريك برامويل، المعروف في الحرم الجامعي بلقب طبيب الموت، عالم باثولوجيا بارع يدير مختبر منتصف الليل. وهو أيضًا أستاذي الوسيم حدّ الفتنة، الذي يبدو أنّه يمقت الطلّاب الجدد العنيدين مثلي. غير أنّ نظرته الداكنة الغامضة تخبرني بكل الطرق التي قد يلتهمني بها لو أُتيحت له الفرصة ، وقُبلاته المسروقة تشعل شفتيّ بغيرة محرّمة.
أنا أتوق إلى سلطته.
وهو يتألم من أجل خلاصه.
معًا، نحن سامّان... طُعمٌ شهيّ لعيون متطفلة تتعطّش لنبش هياكل الماضي المتعفّنة.
فالموتى لديهم الكثير ليعلّموه، وما هي إلا مسألة وقت قبل أن يُبعث أفظع أسرار دراكاديا من سباته.