lady__kawtar
- Reads 3,539
- Votes 194
- Parts 102
منذ القدم، كانت الأنثى تُرسل كهدية بين الممالك، قطعة ثمينة تُقدَّم على طبقٍ من صمت، مقابل حُكم، أو أرض، أو هدنةٍ بين سيوفٍ عطشى.
أما الآن، فالعالم تغيّر... لكنه لم يتغيّر حقًا.
القيود صارت من ذهب، والصفقات تُعقد على بياض القلب.
كانت تحلم منذ الصغر أن تعيش هناك...
في الجهة الأخرى من الزجاج، حيث البيوت تُبنى من الرخام، والضحكات تنبعث من خلف الستائر السميكة،
حيث المال لا يُسأل من أين، بل فقط يُؤخذ ويُصرف،
وكانت تعرف، في أعماقها، أن الحب لن يكون جسرها... بل شيء آخر.
اتخذت قرارها حين صادفت ذاك الرجل، المختلف... الغريب... الغني،
ورضيت أن تكون اسماً موقّعاً على عقد، لا على قلب.
دخلت بيته، لا وحيدة.
كان هناك ظلّ يسبقها... امرأة أخرى، كانت له قبْلها.
وما بدأ برباط شرعي، تحوّل لحربٍ بلا سيوف،
حرب على الوجود، على المكان، على اللقب، على ما تبقى من كرامة في بيتٍ فيه كثير من الملك وقليل من العاطفة.
وفي مكانٍ قريب، بيتٌ يُشبه هذا البيت في الجدران، لكن لا يشبهه في الروح.
فيه أنثى أخرى، تربّت على الرضا، على الحياء، على انتظار النصيب من باب الحلال.
كانت تحلم بالقليل، فقط قليل من الطمأنينة.
لكن الطريق الذي سلكته، لم يكن مرصوفاً بالنية الطيبة وحدها.
جاءها رجلٌ كالغيم الداكن.
لا يمنح مطرًا، بل يكتفي بأن يحجب عنها ضوء ال