كانت الليلة أثقل من أن تُحتمل. الريح تعوي حول القصر القديم كما لو أنها تحمل صرخاتٍ ضائعة من زمن، والمطر يطرق النوافذ العتيقة بعنف يهدد بإزهاق آخر شرارة دفء. ورغم فخامة المكان واتساعه، كانت الوحدة تسكنه كضيف دائم لا يفارقه. في تلك الليلة العاصفة، بينما كانت Nola تقلب صفحات دفتر تركه والدها قبل رحيله، دوّى صوتٌ عند الباب الكبير... طرقة واحدة، ثم أخرى - قوية وحاسمة. رفعت Nola رأسها بارتباك. لم يزر هذا القصر أحد منذ شهور. اقتربت من الباب ببطء؛ قبل أن تلمس المقبض، دوت طرقة ثالثة. فتحت الباب فوجدت أمامها رجلاً غريباً، مبللاً حتى العظم، وجرحٌ غائر على كتفه ينزف. رغم الألم، كانت عيناه ثابتتين بشكلٍ غريب، كما لو أنهما تعرفان المكان أكثر مما تعرفه هي نفسها. ابتسم ابتسامة قصيرة، ثم قال بنبرة هادئة: «أحتاج مأوى... ولو لليلة واحدة». شعرت Nola، في تلك اللحظة، أن حياتها سوف تنقلب مجراها إلى مجرى اخر .