1998qos
- Reads 1,264
- Votes 106
- Parts 19
كانت تظن أن الحب وطن، وأن الذي وعدها بالبقاء لن يغادر... لكن الخيانة جاءت كصفعة، أيقظتها على واقعٍ مُرّ.
في قلب كل هذا الانهيار، كانت أمها تُصارع المرض بصمت، ودمعةٌ معلقة بين رجاء وخوف: "بس طمني عليج قبل ما يخليني التعب..."
أُجبرت على الزواج، لا حباً ولا رغبة، بل وفاءً لوصية تُقطّع القلب.
أما هو، فكان الجدار البارد الذي لا يريد أن يُفتح، يخشى أن يكون مجرد بديل، مجرد محطة مؤقتة لقلبٍ لا زال ينبض لآخر.
لكنها لم تعد كما كانت...
والسؤال ظلّ يطاردها:
هل يمكن لقلوبٍ مكسورة أن تتلاقى؟ وهل سيثق بها إن همست له يوماً: "ما ظل أحد بقلبي غيرك..."؟
---
كانت خطواتها نحو المجهول ثقيلة، ترتدي ثوباً لا يشبه أحلامها، وتخفي خلف ابتسامتها ألماً لا يُروى.
كل من حولها بارك الزواج، وصفّق للمصير الذي اختاروه لها، بينما هي تُصافح الغربة في عيون رجل لا تعرفه، ورجلٍ لم يخترها حبًا، بل مجاملةً لقدرٍ قاسٍ.
هو أيضاً لم يكن أفضل حالاً، يقف على حافة العلاقة بسؤال واحد لا يفارقه:
"هل أنا مجرّد ظل في حياتها؟"
يرى في عينيها الحزن، وفي صمتها الحكاية، لكن لا يملك الشجاعة ليقترب، ولا القسوة ليدفعها بعيدًا.
كانت المسافة بينهما أكثر من مجرد أمتار... كانت سنوات من الخذلان، وقلوب متعبة، وأمنيات تمشي على عكازات الأمل.
ورغم كل شيء، كان هناك شيء