للحب صوت منفرد، لا نملك أمامه إلا الخضوع له طائعين مستسلمين، يطرق أبواب القلب فيذيب ما تراكم عليه من جليد. وللكبرياء تعاسة ثقيلة، تدفعنا لتجاهل ذلك لغطه الدافئ، حتى وإن كان يحمل في طياته وعدًا بالسعادة. وهكذا، تظل قلوبنا معلقة بين خضوع لنداء الحب، وتمسك بعرش الكبرياء... إلى أن يحين موعد السقوط.

حينما يهرب القلب خوفا من الإصطدم بالحب ، فيفتح له ذراعيه كملجأ يحميه.

ها قد أتيت بعد غياب ، وأنا من رؤياك أخجل. ارفع رأسك و انظر في عيني و أجبني ، ما مصير سيف حبك الذي زرعته في قلبي ؟ دعِ الأمس يمضي و انظرِ إلى الغد الذي سوف يأتي. فقرارك إما سيف دامي أو حامي .

ما الحياة سوى سلسلة من محاولات غير مكتملة، نبحث فيها عن الفرصة التي ضاعت، أو تلك التي لم تأتِ بعد. يقال إن الفرصة الثانية هبةٌ لا ينالها الجميع، لكنها حين تُمنح، تصبح امتحانًا جديدًا ، فهل نملك الشجاعة لالتقاطها، أم أننا لا نفعل سوى إعادة الخطأ نفسه بلون مختلف؟ فالخذلان، والرحيل...كلها جروح تُثقل القلب، وتترك أثرًا يصعب محوه. ومع ذلك، يظل في داخلك صوت خافت يهمس " ربما هذه المرة ستكون مختلفة." لكن، هل يمكن لفرصة أخرى أن تعيد ما انكسر حقًا؟ أم أنها مجرد بابٍ يُفتح على حكاية جديدة، حيث لا عودة للماضي، بل ولادة لنسخة أخرى منا لم نعرفها من قبل؟

ما بين الكلمات المعلقة في الهواء وانتظار الإجابة التي لم تأتِ، تذبل المشاعر بصمت. لا أعلم أي ثقلٍ هبط على يديّ فأعجزني عن التشبث بك جيدًا قبل أن تمضي... كأن الرحيل كان قدرًا، وأنا كنت مجرد شاهدة على انكساره. Cover design by : Kimorax

أتظن أنّ الحبَّ أمرٌ يُختارُ؟ أم أنّه في القلبِ حين يُدارُ؟ هو قَدَرٌ مكتوبٌ منذ ولادةٍ، يمضي بنا، لا نملكُ الأقدارُ. فالعاشقُ المسكينُ مهما حاولَ، يبقى رهينًا، والهوى جَبّارُ.

الحب الممنوع... هو ذاك الذي يولد في الظل، ويتنفس من ثقوب الجدران. كلما اشتد منعه، اشتد تعلقنا به، وكأن الحرمان وقود يضرم نيران الرغبة. ليس كالحب العادي، الذي يسير في الضوء ويُصفق له الجميع. الحب الممنوع هشٌ، متقلب، ينمو على الحافة، وتطارده العيون والهمسات. في دروبه لن تجد الاستقرار، بل التردد والخوف واللهفة. ستسمع من ينهرك، من ينصحك أن تتراجع، أن تحكم العقل وتكبت القلب... لكنك، في المقابل، ستجد من يرى في هذا الحب تمردًا نبيلًا، ومن يشعل لك شمعة في عتمته، يبارك جنونك ويهتف لك بأن تمضي. فاسمع قلبك... لا لتسقط تحت رحمته، بل لتفهمه. لا تكن عبدًا له، ولا سجانًا. فالتوازن وحده سينقذك من الغرق. فكل شيء في الحياة يتغير، يتلاشى، يُنسى... إلا الذكرى. وحدها تبقى، عالقة كوشم في الروح، سواء كانت ذكرى حبٍ أزهَر أم حبٍ انكسر. منها نقتات، وبها نحيا، وعليها نُكمل طريقنا... هذه رواية عن حبٍ لا يجب أن يكون، لكنه كان. حبٌ اخترق المستحيل، وترك خلفه ندوبًا لا تُمحى...