قاومت أمان حضنه باستماتة الغريق الذي يخشى الموج قاومت دفء الشعور الذي يمنحه لها لتنجو من الصقيع الذي قد يكسوها إن ابتعد هو الاَخر ، فدفعته عنها بضعف مستميت، ورغبة ملحة منها في الابتعاد تقابلها رغبة قوية منه في البقاء بجوارها خافت على قلبها من الغرق في صدق مشاعره دون أن تشعر فدفعته عنها بقوة أكبر ونالت منها نوبة بكاء هستيرية كانت تخفيها في طيات قلبها الموجوع ولم تستطع أن تتمادى في كبتها أكثر من ذلك ثم أخفت وجهها وعينيها بكفيها الرقيقين حتى لا يرى هطول لؤلؤ مقلتيها فسألها بغضب اجتاح صوته وكيانه: -ألهذه الدرجة كنتي تحبينه ولا تستطيعين نسيانه؟! فأجابته ونحيبها المتقطع يزداد: - نعم كنت أحبه، وصدقت معه أكذوبة الحب ، صدقت الأسطورة ببلاهة طفلة أعماها بريق الحكايات ، لكن صدقني .. الحب ذنب! ذنب أحمل وزره لأني صدقت سحره ومن يؤمن بالسحر فقد أذنب ، وأنا والله .. أذنبت. ولن أرتكب الذنب مجددا وأقع تلك المرة في حبك أنت .!

ﻻ تعترف المرأة بسهولة بعشقها أو غيرتها أو انكسار خاطرها بل يصعب عليها التمسك بهذه العواطف الجياشة حينا و الهادئة حينا آخر .. لكن هذا ﻻ يجعل عاطفتها مهمشة و هوائية عن غير ثبات بل مجرد أنثى تخشى أت تجرح مشاعرها..فتظل منقوصة