Basnt77
لم تكن "ندى" تخطط للوقوع في الحب مرة أخرى. بعد طلاق مؤلم وطفل صغير يملأ يومها صخبًا وحنينًا، أقسمت أن قلبها لم يعد صالحًا للمخاطرة. صارت تخاف الحب كما يخاف الجريح ألم السقوط مرة أخرى.
لكن "مالك" لم يكن رجلاً عاديًا.
رغم سنواته الأربعين، كان يحمل وسامة هادئة وهدوءًا يثير التوتر أكثر مما يطمئن. رجل لا تُقرأ ملامحه بسهولة، ولا يمكن تجاهل حضوره. منذ أن أصبح قريبًا منها بحكم العمل، صار كل شيء يتغير... نظراته، اهتمامه بابنها، طريقته الهادئة في التسلل إلى يومها وكأنه لا يفعل شيئًا.
كانت تشعر بالخوف... لا منه، بل مما يوقظه في قلبها. كيف يمكن لرجل بدا وكأنه يمر من عُمرها صدفة، أن يزرع فيها هذا الاضطراب؟ ولماذا يبدو طفلها مرتاحًا له أكثر من أي أحد آخر؟
كانت تعلم أن الماضي لم يُنسَ بعد، وأن قلبها لم يُشفى تمامًا، لكن "مالك" لم يكن ينتظر منها إذنًا... كان يطرق أبوابها بصبر، كما لو أنه يعرف أنها ستفتح في النهاية.