farida_Elhalapy
- Reads 1,366
- Votes 68
- Parts 3
ليس كل حيّ، حيّ حقًا!
لم يحظَ بطفولةٍ واعدة، تربّى لدى أبٍ قاسٍ وزوجة أبٍ انتُزعت منها كل معالم الرحمة، وإن لُقّبت بالشياطين، فسيكون ذلك قليلًا عليها.
تتقاطع الخيانة وطمس الحقائق والأسرار والبراءة الممزقة في طريقٍ واحد.
هو رجل أعمال اعتاد الصمت والعزلة، ورغم ذلك يواصل نجاحه في صمت، لا يلتفت إلى ما خلّفه، أو هكذا يظن نفسه.
يزعم أنه تخطى الماضي، رغم أنه لا يزال غارقًا فيه.
باردٌ، عديم المشاعر، شُبّهت نظراته بالجثث. يرى الجميع نسخًا من بعضهم، امتلأت الوجوه، وانعدمت الأرواح.
واقعٌ مليء بالظلم، ونُكران الجميل، عُلّق فيه لقب الخائن على الوفي، والوفي على الخائن.
في وسط هذا العالم الظالم، يختبئ داخله طفلٌ خلف جدرانٍ جليدية شيدها حوله محاولًا حمايته، ولم يجد برًّا آمنًا لنفسه حتى الآن.
أما عنها، فهي امرأة تحاول أن تتماسك وتظل قوية، طبيبة نفسية امتلأت حياتها بالمشاكل، لكنها تماسكت.
آمنت أن القوة والصلابة هما الطريق الوحيد للنجاة في هذا العالم، فاختارت إخفاء ما بداخلها خلف جدار القوة المزيف.
أخفت ألمها خلف ابتسامة صغيرة لم تُمحَ عن وجهها، مصرّحةً أنها لا شيء يكسرها.
رجلٌ محا العاطفة من حياته، وهي طبيبة نفسية هويتها معالجة ما أفسده الزمن في الآخرين،
ولكن، هل وجدت من يداوي جِراح عمرها؟