Shada_199
في أحد أزقة مخيم جنين، حيث تمتزج رائحة الياسمين برائحة البارود، عاشت زينة، فتاة في السادسة عشرة من عمرها، تحمل في عينيها بريق الأمل رغم ظلال المعاناة التي تخيم على حياتها.
كانت زينة تحب الرسم، وكانت جدران منزلها شاهدة على أحلامها، حيث رسمت عليها صورًا للقدس والمسجد الأقصى، ولحمامة بيضاء تحمل مفتاح العودة. كانت تحلم بأن تصبح فنانة تُخلد معاناة شعبها بالألوان، ولكن الاحتلال لم يترك لأحلامها متسعًا.
في إحدى الليالي، اقتحمت قوات الاحتلال المخيم، وبدأت جرافاتهم بهدم المنازل، فاستيقظت زينة على صوت صراخ والدتها:
- "قومي يا زينة! الجنود بالخارج!"
هرعت العائلة إلى الشارع، حيث كانت الدبابات تحاصر المكان. شاهدت زينة الجنود وهم يدمرون بيت جارتها أم محمود، التي كانت كالأم الثانية لها. حاولت الفتاة الاقتراب، لكن والدها أمسك بيدها ومنعها، قائلاً بصوت متهدج:
- "هذا هو الاحتلال، يا ابنتي... لكنه لن يسلبنا إرادتنا!"
في اليوم التالي، عادت زينة إلى جدار منزلها المهدد بالهدم، ورسمت عليه شجرة زيتون ضخمة، تحتها فتاة صغيرة تمسك بيد جدها وتحمل في الأخرى مفتاحًا صدئًا. وعندما سألتها صديقتها:
- "ماذا ترسمين، زينة؟"
أجابت بابتسامة رغم الألم:
- "أرسم الوطن... لأنه لا يُهدم ولا يُمحى، سيبقى في قلوبنا إلى الأبد."
وهكذا،