osamaruu
لم تكن "أكاديمية الصفوة" مدرسةً تُدرّس فيها فصول درامية من التاريخ، بل كانت هي التاريخ نفسه. لكن بالنسبة لسالم، كانت مجرد مبنى ضخم من الحجر الجيري تضيع فيه خطواته ويغرق فيه اسمه. كان يجلس في الصف الثالث، قرب النافذة الزجاجية الباهتة، يشاهد طلابها يدورون كأقمار حول شموسهم الخاصة؛ حول زين المتلألئ في الساحة، وحول المجموعات الصاخبة التي تتبادل النكات السطحية. كان سالم موجودًا دائمًا، لكنه كان بطلاً منسياً حتى في حياته العادية. لم يكن يتوقع أو يطالب بأي اهتمام. كان يتقن فن الوجود في الخلفية.
في تلك الظهيرة الرمادية، تغير كل شيء.
صعد المدير عز الدين إلى المنصة، بنظراته التي تشبه رصاصات باردة، وأعلن عن "مشروع فينيكس". صمتت ضوضاء المدرسة التي لا تنتهي فجأة، حلت محلها كلمات المدير الهادئة والمخيفة:
"لقد صنعنا جيلاً من الورق الهش، جيلًا ينهار عند أول ضغط. انتهى زمن الراحة. سنسافر جميعًا. في غضون أسبوعين، ستكونون على جزيرة (الرماد). عام كامل من العيش القاسي. هدفنا ليس النجاح في الامتحانات، بل إعادة بناء الصلابة الذهنية. سنصنع جيلاً يعتمد على نفسه أو لن يُصنع أبدًا."
التقطت القاعة أنفاسها الجماعية. الوجوه الشاحبة نظرت إلى بعضها البعض في رعب، بينما كان زين يحاول أن يبدو واثقاً، لكن عينيه كانتا