كانوا يحملون جثمان_الشهيد...يبحثون عن داره...ويبدو أن داره كانت هناااك حيث رائحة الفقر تحت سفح الجبل، وكانت الشهيد في داخل سيارة الأسعافات ،وأثناء البحث عن داره لم يخبروا أحدآ أنهم يحملون زميلهم الشهيد....إذ علموا من الناس إنه رزق بمولود جديد قبل يومين انتظره عشرة أعوام كاملة... طرقوا باب الدار وخرج لهم رجل عجوز في منتصف العقد السادس من عمره..تلعثموا جميعهم عندما شاهدوه... أدخلهم العجوز إلى داره وأجلسهم دون ان يسألهم عن مرادهم وفجأة سمعوا صراخ طفل صغير...تبسم العجوز وهو يلثم سيجارته قائلا لهم((إنه حفيدي وإبن ولدي الوحيد الذي رزقنا الله به بعد انتظار عشر سنوات ))انا متأكد ان ولدي سيفرح كثيرآ به وأعتقد أنه لن يذهب للعمل بالحدود بعد أن يراه.....ضحك الجميع ضحكة ميتة وقام الرجل بجلب الشاي وسألهم عن مرادهم فأخبروه انهم زملاء ولده وقد تعبوا من الطريق وسألوا عن بيته ليستريحوا عنده. رحب الرجل العجوز بهم أكثر وكان الليل قد خيم ووضع لهم الفراش ليناموا.... لكنهم لم تغمض لهم عين حتى الفجر... إذا أقترح أحدهم إدخال جثمان الشهيد إلى داره وتركه وإرسال غيرهم........واقترح الآخر أن يخبروا الرجل العجوز بالحقيقة.....واقترح الثالث اصطحاب طرف ثالث عند الصباح لإخبار العجوز باستشهاد ولده الذي كان طفله الصغير يبكي طول الليل كأ