برغم بعد المسافة الى السوق,,
لكن تطلعه للحلوى, جعله لا يبالي لوجع قدمه النحيل الحافي ,ممسكا بيده الصغيرة جلباب امه الاسود, ونظره يروح ويجول مع نداء كل بائع ,لينتهي عند بضاعته المعلنة, ويمكث قليلا عندها, متاملا مستكشفا,
لينتبه البائع لفضول نظرته, فمنهم من يبتسم له, ومنهم من يداعبه, ومنهم من يلوح له بان يبتعد,
بينما يبعد نظره, يغازله بريق نور الشمس الساطع, فيغمض عينيه ويفتحها مرارا, مداعبا لشعاعها ,
كما يثيره تتبع مصدر روائحاً شتى تنتشر في انفه, لها عبق الاصالة ,لترسخ في وجدانه,
حتى تنتهي رحلة نظره الاستكشافية ,عند الحلوى التي يعشقها,
فتغازل بطنه الخاوية بمجرد رؤيتها,ويتطلع لها خياله, ويسيل لعابه, ويتمتم عقله مرارا قبل ان يطلبها, لخوفه من شيئا ما,ولكن في النهاية يستجمع قواه ,ويقول بحزم, ينبه به امه بقوة رغبته ,
"امي,, اريد من هذه الحلوى"
لكن كالعادة يصله الرد قبل النطق,تغيرملامح وجه امه الاسف وقليل الحيلة,الذي اعتاد عليه عند شطوح خياله المعاق,
قائلة في شفقة " ولدي الصغير إصمت فليس معي ما يكفي"
وبرغم تمرد عقله الصغير لتلك الكلمات ,الا ان وجه امه ,كفيلاً بأن يجعل من إحساسه لجاماً لتمرد عقله و صياحات خياله,
"ولكن ,,,لا يستطع ان يلجم دموعه لتتساقط,,ويتساقط معها تلك "التطلعات,"
"ولا اراديا يصنع لها سقفا ,,,,لا