مؤلم هذا الزمن , يسقط أعذب وريقات يومي دون شعور بأي ذنب
حتى تلك الحياة لن تتوقف, تمر دوما دون ان تترك لي فرصة لأعيد ترتيب أوراقي, بل تنزعها عني وتتركها معلقة على عنق الرصيف حبلا أشنق عليه
تمر الفصول, ولا أجد ما يوحى بقدوم ربيع يمحو بزهراته أعواد السأم التي أعطبت ما تبقى لي
كثيرة هي أوراقي الذابلة وقليلة من تبقيها الأيام نضرة, ما الإهمال إلا قناعة بتفاهة ممتلكاتنا, وليس هناك أكثر عبثا من حياة تطعمنا إهمالا وتتركنا دون رعاية
ما أتعسني ..!!
بعد كل هذا التعب لا أجد ورقة فارغة اخط عليها ما سيأتي بعد, كل الأوراق انتهكت بما سولت لي نفسي, ونفسي انتهكت بأوراق عفا عليها الزمن
افكر في انتظار قطرة مطر تبعث الكلمات في جوانحي, وترسم على هوامش الجدران ناصيتي
ولكن كل ورقة تذبل تتشبث بأختها لينفرط عقد حياتي, قبل حتى ان يلفتني إلى زينته, ولن يجدي السيل
ذات حمق قررت ان أحافظ على من أحب داخلي دون ان اكتب مشاعرهم وأخطاءهم وأرقام هواتفهم على ورق , كثيرا لا أجد خيرا من هذا الورق ليدفئني في ليلة باردة خالية من الشمس, ومكدسة برائحتهم وصقيعهم
البدايات لمن لا يعرف مثلي عمر جديد يتخطى حاجز الوجود نحو الموت , ولذا بدأت ..
بدأت برجل يقف على الباب مازال يتردد بين الولوج والهروب, وجدته فريسة سهلة لأمارس عليها ساديتي بكل
و بينما كان يفوحُ في الهواءِ رائحةُ البارود المشتعل، و حيثُ كانت تقطعُ الطائرات الحربية صمتَ السماءِ، كانت تُحاول ويندي براون أن تحل مُعضلةَ الوطن، بالرغمِ من الحنين الذي يجرفُها بين يوركشاير الإنجليزية، و برلين الألمانية. فهل ستسمح الحرب لأشجارِ الكرزِ أن تنبتُ من بين الركامِ، أم ستتداعى الأزهارِ المُسالمة في الوحلِ الممزوج بالدماءِ؟
فالحب و الحربُ شقيقان، و بالكادِ ينجو أحدٌ منهما، عدا أن أشجار الكرز لا تنبتُ إلا بالحبِ.
رواية عاطفية تدورُ أحداثُها خلال أربعينيات القرن الماضي، أسفلَ ضوءِ الحربِ العالمية الثانية.