( دماء سوريا ) قصة قصيرة بقلم الكاتبة : ياسمين عادل ______________________________________________ _ تفوح رائحة الموت من المكان ، والأرض قد تجرعت كماً من الدماء يكفي ويفيض لأعوام قادمة .. تتناثر أشلاء الجثامين في كل مكان وأسفل الأنقاض قد دُهست الجثث لأطفال وشباب وكهول ولم يسلم منها حتى النساء ، كل يبكي على ليلاه وأهله وماله . _ ووسط هذه المذبحة يجلس هو بوضع القرفصاء يوزع أنظاره على ما جرى حوله وعيناه تفيض بنهر من الدموع لا يتوقف ومخزونه لا ينتهي .. يبكي وينتحب على أسرته التي تفتت وتشتت شملها وينظر أسفل الأنقاض ليلمح أشلاء أطفاله وقد غاصت أسفل الأنقاض .. وهذا الجثمان لرضيعته قد تشوهت ملامحها ولكنه يعرفها حقاً، تجلس زوجته علي الأرض وهي تسحب ذرات التراب وتغطي بها وجهها ورأسها تعبيراً عن خيبة الأمل التي أصابتها .. تصرخ ويزداد عويلها على أفتراق ثلاثة من أطفالها أمام عينيها على أثر الأنفجار المدوي الذي أختطف باقة زهورها .. ولم يتبقى لها سوى طفل واحد لا يدرك ما يدور حوله .. نظر الرجل حوله بأعين تغطيها الغمامة في حين نطق بنبره واهنة آكلها الضعف والقهر '' اين أطفالي ، اين العرب ، اين سوريا .. اين انتي ياسوريا '' _ أستراتيچيات وسياسات دول أخري تسببت بدمار مدينة بأكملها .. بل وعلى وشك إبادة دولة كاملة .. أرواحاً بريئة تلقى حتAll Rights Reserved