.في صباح اليوم التالي ... استيقظت في الساعة السادسة صباحا عكس عادتها ... جلست في الشرفة المطلة على البحر وموجه الغادر ... ترتشف اول رشفاتها من تلك القهوة ... مع كل رشفة يرتجف ذلك اللعين الذي يكمن داخل ضلوعها ... نسمات هواء تأتي من القطب الشمالي ... ولكنها تأبى الشعور بها ... تتنفس في الدقيقة مئات المرات ... صوت غريب يصدر منها ... انه صوت تنهيدتها ... التي تقتلها يوميا ... المكان فارغ تماما لا بشر لا منازل لا شيئ ... بيت صغير ... بل صغير جدا ...لا يوجد بداخله سوى الالام ... تشهد كل اركانه بلالم والموت المعجل ... تغادرروحها كل صباح جسدها وتذهب اليه تناديه بصوتها المختنق ولكنها سرعان ماتعود منكسرة متلاشية الابتسامة ... مغادرة للحياة الكريهة ... يأبى س ماعها كانها لم تكن في قلبه ذات يوم ... يرفض سماعها ... ويرفض وجودها ... جعلها ترحل من الحياة بأكملها وتذهب لمكان لا واقع فيه ولا حياة ايضا .. جعلها وحيدة بلا اصدقاء ومعارف ... جعلها تهتجر لمكان لا يعلمه الا الله ... مكان لا يبعث في صدر سكانه سوى الموت ... تنتشر فيه رائحة الاشتياق ورعشة الخوف .... انهت تلك القهوة الباردة التي تشبه جسد شاربتها ودخلت تلك الحجرة المظلمة التي ملأت الدموع جدرانها .. لتفتح ذلك الدولاب الصغير وتخرج مايميتها في كل يوم ... لتخرج تلك الصور الحمقاء .. والاوراق التيAll Rights Reserved