عندما التقت أعيننا لأول مرة منذ سنوات ، تجمد الزمن بنا ، و توقف الكون عن الحركة ،و اختفت الأشياء من حولنا . لم أستطع أن أمنع نفسي من التحديق والإبحار في المحيط العسلي لعينيه ،و اكتشاف اسرارهما التي حيرتني و أرقتني لسنين. كان كالكتاب المفتوح تسهل قراءته. و كنت ربان السفينة أبحر في خفاياه، فأرى حجم الألم الذي يحمله، أرى العواصف التي تعصف بصدره، أرى الرياح التي ترقص حافية في عروقه، أرى الظلام المعذب يحتل عرش قلبه ، أرى حجم الخراب الذي يعج به . كيف أمكنني أن أكره رجلا يحمل داخله كل هذه الفوضى والدمار ؟ أمثاله يستحقون الشفقة لا الكره . لكنني كنت أكرهه ، أكرهه بشدة ، رغم الإنكسار في عينيه، رغم الجراح في صدره ، كنت أبغضه لكل ما فعل بي وبأمي .تصرفاته لا تغتفر ، والآن بعد أن استطعت تجاوزها والمضي قدما ، أتى ليشعل جحيم الماضي ، ليفتح جراح العذاب ،و ليعيد الذكريات إلى الحياة بعدما وأدتها . لكني لن أسمح له . ألعابه الصغيرة لم تعد تخيفني حباله الواهية لم تعد تطوقني فقد دمرت كل اللعب و مزقت كل الحبال ، والآن عدت أقوى و جاهزا للمواجهة #القلم_الذهبيAll Rights Reserved