تلك اليلة الباردة جلست معي ومع البحر ذاك البحر مُستَقبلي وملجأي من يعيدني لذكرياتي التي لا يعرفها سواه .. اشعلت موسيقتي الخاصة ونظرت للبحر في هدوء وسرحت مندمجاً مع موسيقتي وفجاءة داهمني صوت خفيفاً " لما هربت " تلك الكلمة نزلت علي قلبي كالصاعقة من انا وماذا هربت ! ولكن الصوت اختفي واخذ اهتمامي بالاجابة معه وبعد بضع دقائق عاد الصوت متسائلاً بصوت جشع " نعم هربت هربت منهم خوفاً من ذاك العبء كي تخفف ما كنت سبباً فيه لنفسك هربت لتكون بطلك .. ها قل لي اصبحت بطلك الان " اتسعت عينااي بشدة ماذا أهل بعد تلك السنين التي قضيتهاا معي ووحيداً تاركاً ماضيي المؤلم الممتلئ بالأوجااع أهل يأتي الان ذاك الشخص ليعكر علي صفوة راحتي همهمت في نفسي ووضعت كفاً علي كف وأجبته " لأ لم اهرب فقط اردت ان اكون صريحاً اردت الراحة استكشاف نفسي عالمي استكشاف ما ارادوا إخفاءه لقد كنت ذاك الشجاع ذاك المكان الذي يلجاء إليه من اراد ليأخذ حبات الشجاعة ليحكي ما يحكي وعلي أن استمع وأنصح وأرشد وماذا أخذت أصبحت كالجبل صلب لا يصح له أن يتزعزع كي لا يقال أنه سيئ ماذا أخذت قل تحدث اصبحت ناسياً منسياً أغيب وقتما اشاء اعود وقتما أشاء ولا من يلاحظ غيابي أتظنني سيئ لتلك الغاية لا بل هم السييئون هم من ارادوا أن يأخذوا ويأخذوا إلي أن بقيت مأخوذ لا أَخذ لذلك قررت أن أبتعد ومؤمن بأن غيابي لم ولن يُلاَحظ حتي أنت لم تلاحظه .. أجابني " وهل اكتفيت !" لم أجد ما أقوله .. تلك السنين التي قضيتهاا معي ومع ذاك البحر تلك الموسيقي حقاً جعلتني لا أبالي بشئ أو بأعتقاد الأخرين بي . أغلقت موسيقتي وقمت بعيداً عن مكاني المعتاد وأوقفتني نفسي لبضع ثوان وألتفت خلفي وانا أجيبه بصوت عالٍ " نعم أكتفيت .. أكتفيت بي وبنفسي سعيداً للغاية بكوني معي ولست لغيري .. عُد مكان ما أتيت أتركني وحيداً مع سعادتي " .All Rights Reserved
1 part