ويراودنّى الرَحِيل .. فأحملُ قَلبى وروحى , و يدٌّ ممدودةٌ فى الهواءِ , وأشياء أخرى .. أزرع لهفَتى فى الأُفقِ .. تَتَنفسها الطِيور العابرة .. تنقلها إلى حيث أنا .! لا فَائدة .. لن أتخلص مِنها ..! تُرى ! كم خِطوة بقيت لىّ ؟ أعلمُ أنها قليلة .. لكن أقدامى ما عادت تستطيع الحِراك .. تيبست إرهاقاً ووجعا ! حولى بشر .. يصرِخون .. يرفضون .. يبكون , يِتألمون .. ويعلنون عن رغبتهم العَارّمة فى الإنْتقامِ من السكاكينِ التى قطعت عليّهم طَريق الحَياه للحظة ..! وأنا بيَنهم - أسمَع .. وأسمَع .. وأسمع - وأبتلِع مرّارهم وكأنّى قطعة أسفنج - هَكذا يظنونَنى - ! بَينما أنا على الجانب الآَخر .. أتوجع, وربّما أشعر بالمرض وأتناول أدوية فورية حتى لا أسقط ! ماذا لو كَان لهذا الكون باب؟ أو .. سِتار .. جدار !! أريدُ - بشدّة - أن أختَبئ خلف شّئ .. أىّ شئّ إلّا أنا ! فـ أنا عِندما أختبئ ورَائى .. لا أخفينى .. بل أشّى بنفسّى قائلة .. هَا أنا ذِى .. ! هذهِ الأيّام أشعرُ بالخوف ! أرى خلفى طريقاً طويلاً .. مُرهقاً جداً .. ! وأمامى طريق أطول ! لن أَكون وحدى ..! أخاف لأننّى تعودت أن أَكون وحدى .. ! أخاف ألا أَتنازل عن "وحدى" وأتشبث بها لطولِ عِشرتنا سوياً ! تُرى ! من ينزع مِنّى هذه ال"وحدى"؟ . .All Rights Reserved