رجعت من مدرستها وضعت حقيبتها التي كانت تضمها لصدرها بكل هدوء على سرير نومها النظيف، بدأت بخلع ملابسها المدرسية وتعلقها بعناية بعد أن تزيل ما علق بها من تراب بضربة أو ضربتين من يديها الصغيرتين ، وضعت كل شيء بمكانه المخصص له ، حرصت على نقل الحقيبة للدرج المخصص لها ، إرتدت ملابس البيت وتهيأت للخروج من حجرتها لتناول شئ من الطعام ، قبل أن تغلق باب الحجرة نظرت نظرة للتأكد بأن كل شئ بمكانه وخاصة حقيبتها التي تعشقها ، كانت لا تعلقها كما تفعل البنات بل كانت تضمها لصدرها كما تضم الوالدة رضيعها البكر. هي الأنثى الوحيدة وسط ثلاتة فتيان ، تميزت عنهم بحبها الشديد لمدرستها بل وكل شئ متعلق بأمور دراستها ، أعدت لنفسها طبقا من البيض المقلي مع كسرتين من الخبز العراقي المنزلي ، تناولت بشهية لقيماتها وهي تفكر بواجباتها المدرسية ، من أي مادة تبدأ ؟ هل تبدأ من مادة العلوم التي تحبها والتي تعشق مدرسة العلوم لأنها تذكرها بأمها ؟ أم تبدأ من مادة الرياضيات المتفوقة بها لحد أن درجاتها لا تقل عن الدرجة الكاملة بأي حال من الأحوال ؟ أم تبدأ بكراس اللغة الأنكليزية التي تجيدها إجادة تامة ؟ أم من اللغة العربية المتفوقة فيها ؟ أخيرا قررت أن تبدأ بدرس التربية الوطنية ، نعم أنه سهل بل وأسهل من السهل ، هكذا فكر رأسها الصAll Rights Reserved