الجن ومس الجن وحقيقه تلبسه...حتى اليوم، لا تزال العديد من البلدان والثقافات تفسر السلوك النفسي الناتج عن أعراض بعض الاضطرابات السيكولوجية بأنه نتيجة وجود روح شريرة أو جن يسكن في الإنسان ولا سيما في بعض المناطق الأقل تطوراً في العالم حيث لا تزال مثل هذه الاعتقادات تمثل أمرا مسلما في الثقافة المحلية في هذه البلدان. ومن المثير للاهتمام أن المعتقدات حول تلبس الجن لا تُستخدم ببساطة لمحاولة تقديم شرح وعلاج للاضطرابات المتلعقة بعلم الأمراض النفسية، لكنها أصبحت تستخدم للسيطرة على هؤلاء الأفراد وتبرير الجرائم وجعلهم منبوذين في المجتمع. يؤمن المسلمون بشكل قطعي بمسألة وجود الجن حيث أن هنالك سورة كاملة في القرأن الكريم اسمها سورة الجن أما مسألة دخوله في الإنسان وتحكمه بانفعالاته العصبية فهي محل خلاف بين علماء المسلمين على مر العصور. يقول الشيخ ابن حزم الأندلسي في أحد رسائله إنما يلقي الشيطان في النفس يوسوس فيها وأما أن يتكلم على لسان أحد، فحِمقٌ عتيقٌ وجُنونٌ ظاهرٌ. فنعود بالله من الخذلان والتصديق بالخرافات.
19 parts