كان علىّ أن أقول له : لقد تأخرت كثيرا . وأغنى بحماس شديد ، أغنية جورج واسوف ( أتأخرت كتير ياحبيبى ) . كانت دموعها الحارة والتى تجرى على خديها مجرى الفرات ، وكادت أن تصنع أخدودا صغيرا على خديها ، لم تستعطفه . وهى تمد يدها تودعه برداءها الأسود الحالك والذى أعتادت عليه كثيرا فى الفترة الأخيرة . كانت كلما فتحت دولاب ملابسها ، وجدت الألوان القاتمة ، تبحلق فيها الأسود ، الأزرق ، البنى . أف . أغلقت دلفة الدولاب غاضبة ، ثم عادت إلى كوب الشاى الكبير الذى على المنضدة الصغيرة ، ترشف بإستمتاع قليل . والبرد يحيط بها ، إنه برد ديسمبر القارص ، وليل الشتاء الطويل . جاء صوت نجاة الصغيرة معاتبا ( متى ستعرف ، كم أهواك يا ....) صمتت .. وهى تدير مؤشر الراديو باحثة عن أغنية أخرى . قد تذيب البرودة التى بداخلها .
1 part