( منتهية )
كُل أحلامها تجلَّت في عائلة سعيدة , لكن كُلُّ ما عثرت عليه بين جدران ذلك القصر كان الشَّقاء و الضياع لسبب جهلته و لم تكن تملك الرَّغبة لمعرفته فقد إقتصَّ الحزنُ منها و سيطر على تحرُّكاتها حتى باتت جسداً بلا روح , مأوى بلا أمل , و هجاً بدون نور , فما فائدة ما ملكت من قوَّة و مال طمع فيه العديدون إن كان كلُّ من أحبَّته يوماً قد إندثر بعيداً عنها فتركوها وحيدة مع ذكريات سعيدة إكتفت بتذكيرها بمقدار ما تعانيه اليوم لكن حتماً معاناتها لن تستمر !
بلحظة يأس بعدما عجزت روحها عن العيش بدوَّامة ألم مفرغة وهبت جسدها لبردِ البُحيرة لعلَّ صقيعها يُخدِّرُ آلامها التي تراكمت على قلبها المسكين فيكتم البؤس الذي احتلَّ كيانها .
لوهلة ظنَّت أنها نجحت بالفرار من واقعها المظلم لكن ظنها قد خاب فها هي ذي في دوَّامة أعظم من الأخرى عجزت فيها عن معرفة أبسط الأمور, كإن كانت على قيد الحياة أم أنها في عالم الأموات حيث ستضلُّ روحها تعاني , عجزت عن تمييز الواقع من الخيال , الحقيقة من الكذب !
ظلَّت هكذا لوقت غرقت به في عوالم زرعت الرُّعب بقلبها حتَّى سطع نور القمر كاسراً الدُّجى الذي أحاطها , يريها طريقاً عجزت عن رؤيته سابقاً بسبب بؤسها , طريقٌ بسببه فتحت جروحٌ قديمة بقلبها و قلوب آخرين تمنُّوا و أمِلوا أن تظلَّ أسراره
بعض الحكايات لا تُروى على ألسنة البشر... بل تُوشم على جدران مهجورة، تُهمس في أحلام المتعبين،
وتُحفر بصمت في قلوب من عرفوا الظلم طفلًا، وتجرعوه كـ دواء مُرٍّ دون أن يملكوا حق الصراخ.
هناك بيوت تُبنى على الخوف، عائلات تعيش على حساب الحقيقة، وجدران مطلية بالذهب، لكنها تخفي خلفها صرخات مدفونة، ووجوه لم يُسمح لها بالنظر إلى الشمس.
لم يتخيل أحد أن الماضي سيعود... لا كـ ذكرى، بل كـ عاصفة.
عاصفة لا تُحذر قبل أن تضرب.
البعض يظن أن العدالة تحتاج محاكم، قوانين، شهود...
لكن أحيانًا، يكفي أن تفتح الذاكرة بابًا كان مغلقًا،
أن تلتقط الحقيقة أنفاسها الأولى، وأن تقرر الأيادي المرتجفة قديمًا أن ترتجف من جديد... ولكن غضبًا.
في صمت الليل، تنبض الخيانة، وتتشقق جدران العائلات التي بنيت على الكذب.
لا أحد يسمع الصوت، لكنه يقترب...
لا أحد يرى من أين سيأتي، لكنه قادم...
ليس لأن أحدًا استدعاه، بل لأنه... كان دائمًا ينتظر هذه اللحظة!
_________________________________________
بدأت -----» 10/6/2025 م
إنتهت ----» ...................م