خيانة جميلة ممتعة، بل لعلّها الأكثر متعة على الإطلاق؛ خيانة الـ أنا لي أنا معکِ أنتِ، تَخاذلت في أطوارها جلّ أطرافي، طوع ودون أدنى مقاومة، حتى أناملي هي الأخرى قد تورطت في الانجراف نحو ممارسة طقوسها الاعتيادية بعد أن زُيِن لها خضوعها، بل هي الأكثر من يُلقى عليه اللوم، فهي الفاعل الأساسي في أركان الفعل. أليس لكلّ إنسان "نفسَه"، هي الأحق بالغزل، بالكلام الحلو وبالحب؛ أَجِدُها، أناملي، في كل فعل، تَسبِقني إليکِ بكتابة تلك الكلمات، من حنين وولع واشتياقا للحظات لم يَحِن زمانها بعد. هكذا يسير الشأن، فـ الروح البعيدة عن روحك، دائما، هي التي تنساب إليها كل هاته الهالة التي تحيط عادة بـ روحك، من عاطفة وإحاطة واهتماما وشوق وحنين، وما أدراني بقرب طال أمده، فـ الأكيد أنّه الأكثر وقْعًا والأكثر أجيجًا، يختم طورًا طيّبا لـ يُطلق طورًا آخر أطيب أو لنقل أكثر نضجًا. لكن ها أنا في الطور الـ ما قبل، تمارس الأنا خاصّتي خياناتها المتكررة وفي المرّة التي تلي الأخرى بحيز أكبر من المتعة، غير مبالية بـ روح طال انتظارها وزاد لهيب شوقها لـ طور لم يَحِن بعد.All Rights Reserved
1 part