بتّ أعلم جيداً يا أمي ما معنى الانتظار فمنذ واحد وعشرون عاماً كنتي هنا، تنتظرين بفارغ الصبر حلول يوم ميلادي ، السابع والعشرون من نوفمبر ، كم كان انتظارك قاسياً أمي ،كم كانت تلك النسمات النوفمبرية باردة ومؤلمة ، لتعود تلك الذكرى مجدداً وككل عام هاأنا هنا انتظر هذه اللحظة أيضاً بفارغ الصبر فبحلول هذه الليلة وتحديداً عندما تدق الساعة الثانية عشرة سأولد من جديد، سأكون إنسانة مختلفة جداً عن تلك الراحلة، كم كانت هذه سنة طويلة ومتعبة جداً أمي تمنيت فيها لو أني متُ مرة واحدة قبل أن أولد بدلاً من أن أموت ألف مرة وأنا حية أرزق ،كالعادة وككل عامٍ أيضاً يأتيني هذا الشهر بسحره الأسود وبتلك اللعنات الابدية الملقاة على قلبي والتي تجعلني أخسر وبهذا الوقت المحدد من السنة أناس ماتوا بالنسبة لي، وهم على قيد الحياة ، هم لايعلمون بأن رحيلهم فقط ليخلقوا مساحة لأولئك الجدد ، وبأن رحيلهم سيعلمنا بأن هناك أشياء أجمل من بقاءهم سيعلّمنا بأن نوجِد مكاناً لنا بين التعلق والجفاء في تعاملاتنا ، هم لايعلمون أيضاً بأنهم يسدوا الينا معروفاً برحيلهم فيجعلونا لا نملك إلا أن نقول لهم شكراً.... الآن وبعدما بلغت الواحد والعشرون من عمري بعد منتصف الليل وحدي حيث لا أحد سأستمتع بهذه اللحظات من الهدوء والسكينة ، وأعتقد أيضاًAll Rights Reserved