كثيرة هي الكلمات التي حاولت أن تصف الأم ... وكثيرون من حاولوا إيجاد تعابير أو كلمات تلخص روعة تلك الإنسانة ، التي تكون مجرد امرأة عادية تحيى على الأرض ... وبمجرد أن تتحقق أمومتها تتحول لأنثى كاملة ... تسمو فوق السحاب برقي مشاعرها ... ونُبل عواطفها ... فتغدو كنبع حنانٍ لا ينضب ولا يتوقف ... ينتشر عبير أحاسيسها ... فتغدق أطفالها وكل من حولها بحبٍ من نوع خاصٍ ... تأبى كل المعاني عن وصفه ... أما أنا فأيقنت بعد محاولاتي الفاشلة لأصف روعتها بأن ذلك الحبل السري الذي يربط الجنين بأمه حينما يكون في رحمها ... وينقطع بعد الولادة ... بالحقيقة لا ينقطع أبداً ، بل يتحول إلى حبلٍ خفي يربط الأم بصغيرها حتى يكبر ... ويبقيها على اتصال به مهما كبر أو ابتعد ... وحتى بعد مماتها تكون قادرة على رعايته وحمايته وترتيب حياته من خلاله ... وهذا ما حدث معي ... ولكنني وبكل أسف اكتشفت هذا الرابط بيننا متأخرة ... ومتأخرة جداً ...All Rights Reserved